حوار بين الشمس والقمر

لا الجو يوما من رياح وعواصف
وسكن الكل في هدوء وطمأنينة
فلا نيزك يعكر صفو اللقاء بين القمر والشمس
فدار بينهما الحوار التالي


قال القمر للشمس
وهو يتظاهر بالكبرياء والشموخ
أما رأيت العشاق على الأرض كيف يفتتنون بالقمر فيصف العاشق معشوقته به
ويرى في ضوء القمر رغم ضعفه سمير ليله وداعيا لشجونه

أجابت الشمس بثقة ذلك يعكس خطأهم وليس صواب تشبههم
فأنت أجوف تعكس جهد غيرك .. بخلافي أنا التي احرق نفسي لأدفئهم بحرارتي واغمرهم بحنوي وأضيء عالمهم بوهجهي .. فكـأنهم حين يشبهون حبيباتهم بالقمر يصرحون أن محبوبتهم فعلاً جميلة .. ولكنها جوفاء .. مخادعة ..

جزع القمر لثقة الشمس في نفسها
فقال اما رأيت ان لوني ابيض زاهيا ...والبياض يعطي طمأنينة ..وراحة ... بينما لونك أصفرا مخادعا يتغير بين درجات الإصفرار في اليوم عدة مرات يحمل بين شعاعه الخداع والمكر

قالت الشمس أرجوك لا تتكلم على التقلب والتغير
فما رأيت مثلك متقلب المزاج ..
فأحياناَ .. تظهر لهم كاملاً .. وأحياناً تشعرهم بنقصك .. وأحياناً لا يرون لك أثر
تجتهد في إظهار جمالك .. وما أن تصل إلى قمة الجمال .. حتى تفقد حماسك و رونقك وتنسحب كأنك لم تكن .. شخصيتك الضعيفة أفقدتك الجاذبيه ..


إهتز القمر من أجابة الشمس
ولكنه صمد قائلا
أما رأيت كيف أنهم لا يملون النظر إلى ولذلك كنت صنو أحبابهم وبديلا عنهم في غيابهم بينما انت
لا يستطيعون النظر أليك إلا نظرة خاطفة ثم يغضون عنك وقد شعروا بألم من نظرهم أليك


أجابت ضاحكة
وهل هذا عيب في 00 يالغبائك
فوصفك هذا للشمس .. شهادة منك على عفتي وإباءي وسمو أخلاقي ..
فلا يراني أحد ولا أسمح لأحد أن يحدق بي ولو حاول ذلك لأصيب بالعمى
أما رأيت أنه حتى الآن لم يصلني إنسان ولو وصل لأحترق
.. بخلافك انت أيها القمر الذي سبق أن وصل إليك ومشوا على أرضك
ودنسوها بأقدامهم وأعلامهم
أليس ذلك دليل على العفة والطهارة

قال القمر وقد ثارت أعصابه من عدم مقدرته على أخذ دفة الحوار
ألا ترين أنك بعيدة لذلك هم يبتعدون في التشبيه عنك فمن يشبه حبيبه بشئ بعيدا عنه آلاف السنين

قالت الشمس :
لا أحب محاورة الأغبياء
نعم أنا بعيدة ولكن رغم ابتعادي أميال ودهور ضوئية .. إلا أن باستطاعتهم الشعور والإحساس بي وأ مد أجسادهم بعناصر البناء .. وأزودهم بالصحة .. رغم قسوتي أحياناً عليهم ..
ولكن أنت أيها القريب ماذا فعلت
أأدفئت يوما من برد الشتاء
أأعطيت أجسادهم يوما ما يحتاجونه من فيتامينات
أطهرت مساكنهم يوما من جراثيم وميكروبات
طبعا لا
فانت بدون فائدة حقيقة لهم

أنت أيها القمر لا تستطيع أن تعالج نفسك
أنظر ألى وجهك كيف هو ملئ بالبثور والأخاديد والتي تخفيها بأن تقبع خلف السحب كما تخفي نساء اهل الأرض بثور وجوههم بأدوات المكياج ولكن تفضحك أيام صفاء السماء قتظهر ماتحاول ان تخفيه
ولا أدري كيف ترضي المعشوقة أن تشبه بوجه كوجهك كله حفر وأخاديد كوجه عجوز في آخر عمرها

إن أرادو أن يشبهوا فليشبهوا بي فأنا مركز لكل شئ كلكم أنت والأرض وكل الكواكب تدورون حولي
مهما أبتعدتم عني فأنتم مرتبطون بي لا تستطيعون التوقف عن الدوران حولي
فليشبهوا بي لأني أنا الشئ وأنت بالنسبة لي لا شئ فوجودي هو الأول وأنت تذكر كتابع لي لم تقدم على في أي موضع

وهنا أثناء الحوار بينهما جاءهم أصواتا قادمة من الأرض
متعددة المصادر
حبيبتي انت كالقمر
هنا أحس القمر أن هذه الأصوات أتت منقذة له
فقال وهو ينهي الحوار
نعم انت كما تقولين ولكن لن تأخذي مكاني أبدا في نفوس العشاق وسمار الليالي
فتوارت الشمس غاضبة حانقة من القمر وممن أسماهم القمر سمار الليالي

الموضوع عجبنى كثير وحبيت تقرأوه