محاكم الأحفاد

إذا ظل أحفادنا من مالكي الألسنة، فقد يسألون يوماً عن أجدادهم بعض الأسئلة، وقد يتبرع منصف وفي للحقائق بتقديم بعض الأجوبة.

سؤال: "هل كان أجدادنا مصنوعين من فولاذ أم من تنك أم من فخار أم من خشب سريع الاحتراق؟"
جواب: "كان أجدادكم من لحم ودم وعظم، ولم يحل ما حل بهم إلا لأنهم من لحم يمزق ودم يسفك وعظم يسحق".

سؤال: "هل صحيح أن أجدادنا كانوا خارقي الذكاء، ولكنهم كانوا لا يستخدمونه؟".
جواب: "وماذا ينفع كل ما يملكه البشر من ذكاء إذا كان الوطن بأسره مجرد زنزانة ضيقة يحرسها حراس يقتلون كأنهم يتهامسون مغازلين امرأة جميلة مشتهاة؟".

سؤال: "لماذا كان أجدادنا ينهال عليهم الضرب المؤلم من كل حدب وصوب ويتشبثون بالصمت العميق؟".
جواب: "كان أجدادكم يصرخون بأقوى الأصوات الغاضبة، ولكن أجهزة التسجيل المملوكة من قبل جهات رسمية كانت تتعمد عدم تسجيل أصواتهم حتى يساء إلى سمعتهم ويلطخهم العار".

سؤال: "هل صحيح ما يقال عن أجدادنا بأنهم كانوا من الجبناء الرعاديد، ومهزومين دائماً؟".
جواب: "كان أجدادكم سيوفاً صارمة بتارة، صدر عليها حكم محلي وعربي ودولي بأن تعمل في المطابخ في تقطيع البصل والفجل والبطاطا، وهذه هي المعارك الحربية الوحيدة التي كان مسموحاً بها وغير محظورة".

سؤال: "هل كان أجدادنا أتقياء يصومون شهر رمضان المبارك؟".
جواب: "كثيرون من أجدادكم كان رمضان بالنسبة إليهم ليس شهراً بل هو سنوات تبدأ من المهد وتنتهي في اللحد".

سؤال: "أية تسليات كانت متاحة لأجدادنا؟".
جواب: "إنجاب الأولاد المطيعين لأولي الأمر والإنصات لخطب الزعماء ولطم الخدود وتمزيق الثياب الفارغة".

موضوع جميل تسملي