الميداليات والبطولات العالمية والعربية التي حصلت عليها
شعاع من ذهباوصلت البطلة السورية غادة شعاع شعاعها إلى ارجاء العالم فاجمع العالم على ان حاملة
ذهبية المسابقة السباعية الدولية و
بطولة العالم عام 1995 و
بطولة العالم في اولمبياد اتلانتا عام 1996 و
برونزية العالم لعام 1999 و بطولات وارقام قياسية دولية وميداليات براقة .
ويرى سميح مدلل رئيس الاتحاد الرياضي العام في
سورية (أعلى سلطة رياضية سورية) ان اختيار غادة كرياضية القرن في سوريا «جاء نتيجة طبيعية ومنطقية للانجازات الرياضية غير المسبوقة التي حققتها لسوريا في ميادين ام الالعاب عربيا وقاريا ودوليا والتي قفزت بالرياضة السورية إلى العالمية».
نبذة عن غادة شعاعترعرت غادة في كنف اسرة مسيحية صغيرة اظهرت موهبة فطرية خلال ممارستها لكرة السلة في مدرستها وفي النادي الذي يحمل اسم بلدتها الجميلة ( محردة )، ونظرا لموهبتها وقوتها البدنية دفعها مدرس الرياضة للمشاركة خارج منطقتها وبعدها في بطولة
سوريا لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية فانتزعت المركز الأول بسهولة وكانت في الثانية عشرة من عمرها.
واستمرت غادة في ممارسة
العاب القوى وتحديدا سباقات الضاحية حتى عام 1989 قبل أن تتحول إلى ممارسة
كرة السلة جنبا إلى جنب مع العاب القوى واضحت خلال فترة وجيزة ابرز لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة ، واستعان بها ناديا الثورة الدمشقي ونادي الجلاء الحلبي في مشاركاتهما الخارجية واختيرت مرات عدة ك
أفضل لاعبة عربية في بطولات اقليمية وتلقت عدة عروض للاحتراف من اندية خارج سوريا قبل أن تعودالى حبها الأول وتتفرغ نهائيا لالعاب القوى... كيف حدث ذلك ولماذا؟.
بعد مشاركتها مع منتخب بلادها في دورة الالعاب العربية السابعة في
دمشق 1992 اتجهت غادة شعاع إلى رياضة فردية استلهمت مقوماتها من البيئة القروية حيث الطبيعة والسهل وتسلق الشجر والجبال فبرعت غادة في هذه اللعبة لتصبح واحدة من أشهر الرياضين في العالم .
ذكريات البطلة الإنسانةمن أجمل ذكريات طفولتها حكايتها مع الارنب التي لا تستطيع نسيانها، وتضحك من الاعماق عندما تسأل عن هذه الحكاية التي لا تخلو من لمسة إنسانية لها مدلولاتها... وبالتفاصيل تقول غادة شعاع «كنت في الثانية عشرة من عمري وانا في طريقي ذات يوم إلى المدرسة، وكان يفصلني نحو عشر دقائق عن قرع جرس بداية الدرس الأول عندما صادفت رجلا طاعنا في السن يحمل ارنبا، وفجأة سقط الارنب منه وفر هاربا وحاول الرجل يائسا الامساك به دون جدوى فجلس حزينا يضرب كفا بكف، فما كان مني الا ان جريت وراءه وسبقته وامسكت به.
ووجدت نفسي بعيدة جدا عن المدرسة فضاعفت السرعة واودعت الارنب في منزلي وتابعت ركضي إلى المدرسة التي وصلتها مع رنين جرس الدخول إلى الصف، وبعد انصرافي اكملت مهمتي وسلمت الارنب إلى صاحبه الذي لم يصدق ما حدث». ..( هذه هي البطلة الإنسانة غادة شعاع ) .
مسيرة بطولات وميداليات وارقامواذا كان قطع مسافة الالف ميل يبدأ بخطوة واحدة فان غادة ترجمت هذه المقولة في
المسابقة السباعية قولا وفعلا منذ خطوتها الأولى في بطولة سوريا عام 1991 مسجلة رقما سوريا جديدا قدره 4493 نقطة.
وفي أول تجربة دولية لها احتلت مركز متقدم في
بطولة العالم لألعاب القوي في
طوكيو عام 1991 مسجلة 5066 نقطة ، وفي العام ذاته حسنت رقمها في
بطولة آسيا في
ماليزيا وحلت في المركز الثاني عالميا مسجلة 5425 نقطة.
وتابعت غادة صعودها في
دورة الألعاب العربية السابعة 1992 في دمشق واحتلت المركز الأول مسجلة 5528 نقطة، كما احرزت ل
سوريا في الدورة ذاتها ذهبيتي الوثب الطويل ورمي الرمح وفضيتي الوثب العالي وسباق التتابع 4 مرات 100 م.
وكانت
دورة ألعاب البحر المتوسط الثانية عشرة في كاب داغد ب
فرنسا عام 1993 بداية دخولها العالمية عندما تخلت عن المشي خطوة خطوة وقفزت برقمها 890 نقطة فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية.
وسطرت غادة اسمها في سجل العالمية في
دورة النوايا الحسنة في مدينة
سان بطرسبرج الروسية عام 1994 بميدالية برونزية مسجلة 6361 نقطة، وفي نفس العام 1994 احرزت
ذهبية الألعاب الاسيوية في
هيروشيما /
اليابان مسجلة 6260 نقطة.
وكان بطولة غوتسيش النمسوي الدولية عام 1995 تمهيدا للفوز في البطولة العالمية منتزعة
المركز الأول بعد ان ابعدت كبرى بطلات العالم و سجلت 6760 نقطة، وهو أفضل رقم عالمي سجل في ذلك العام في المسابقة السباعية الدولية .
وتوجهت الانظار نحو البطلة السورية غادة شعاع في
بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة
غوتنبرغ السويدية عام 1995، وهناك انتزعت اللقب العالمي لها ولسوريا مسجلة 6651 نقطة بعد ان قهرت عملاقات العالم ابرزهن الاميركية جاكي جوينر كيرسي والالمانيتين سابين بروان وهايكه دريشلر وحققت فوزا كبيرا للرياضة السورية وتوجت بطلة العالم بألعاب القوى .
وخاف الجميع على غادة، التي أصبحت حكاية شعبية في سوريا، من اضواء الشهرة، لكن غادة الواثقة ردت في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة عندما سجلت رقما شخصيا مقداره 6942 نقطة في لقاء غوتسيش النمسوي في 26 مايو 1996 ، وهو أفضل رقم عالمي سجل وقتها منذ خمس سنوات .
ولم تخيب غادة امال بلادها في
دورة الألعاب الأولمبية في
أتلانتا عام 1996 وصرخت بأعلى صوتها «أنا هنا» متفوقة على كل المشاركات لتنال
الميدالية الأولمبية الذهبية الأولى لسوريا في تاريخ الالعاب الأولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة وبفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش (6563 نقطة) والبريطانية دينيز لويس (6489 نقطة).
وكانت ذهبية غادة الميدالية الأولمبية الثانية لسوريا بعد فضية المصارع البطل السوري جوزيف عطية(مصارع) في اولمبياد لوس اانجلس 1984 والتي حقق فيها ثاني بطولة العالم بالمصارعة .
وكما في الروايات، لا بد ان يذوق الابطال طعم المرارة، ففي غمرة استعدادها لبطولة العالم لالعاب القوى في اليونان 1997، تعرضت غادة لاصابة قاسية في ظهرها خلال تدريباتها الاعتيادية في دمشق، وتم ايفادها إلى ألمانيا في رحلة علاج طويلة ابعدتها عن ميادين العاب القوى فترة طويلة استمرت أكثر من عامين.
ونجحت الرحلة الطويلة، واستردت غادة عافيتها وعاودت تدريباتها تدريجيا على يد مدربها الجديد الألماني اكسل شاربر وذلك قبل نحو 6 أشهر من انطلاق منافسات
دورة الألعاب العربية التاسعة 1999 في الأردن الصيف الماضي التي احرزت فيها ذهبيتي رمي الرمح والوثب العالي وفضيتي الكرة الحديد والوثب الطويل، لكنها لم تشارك في المسابقة السباعية لضعف المنافسات في هذه الدورة من جهة، ولرغبتها في جمع أكبر عدد من الميداليات لبلادها .
وكانت مشاركة غادة في الدورة العربية بمثابة «بروفة اخيرة» قبل
بطولة العالم لألعاب القوى التي اقيمت في مدينة
أشبيلية الأسبانية في اغسطس 1999، ونجحت رغم ابتعادها الطويل عن المنافسات الدولية في الحصول على الميدالية البرونزية مسجلة 6500 نقطة خلف الفرنسية اونيس باربر (6861 نقطة) والبريطانية دينيز لويس (6724 نقطة).
هذه صورتها