المعلق:
في مساء يوم حار في صحراء أريزونا الأمريكية اندلع حريق في مخزن للمواد الغذائية في "فينكس" أحدث أضرارًا كبيرة في الدقائق الأولى كما هو الحال في معظم الحرائق.
كان رجال إطفاء العربة رقم 24 أول الواصلين دخل بعضهم إلى أتون الحريق لمكافحة اللهب عن قرب ووجهًا لوجه.
مضى على "بريت تاربر" قرابة نصف ساعة في الداخل يعاني من نقص الهواء ويطلب المساعدة ولا يعرف أين هو.
ضوء النهار يسطع في الخارج بينما في الداخل يتلمس رجال الإطفاء طريقهم بصعوبة فطريق العودة يتغير باستمرار بسبب الركام المتساقط.
صراخ المنقذين لا يستطيع اختراق زئير اللهب المستعر الذي يصم الأذان، ثاني أكسيد الكربون الذي دخل إلى جسدك يجعلك تشعر بالدوار.
يعتبر رجال "فينكس" من بين أكثر الفرق تجهيزًا بالمعدات التقنية في العالم، ولكن في هذا اليوم الحار من شهر مارس 2000 فإن كل ما لديهم من تقنية قد لا يكفي لإنقاذ زميلهم.
في مكان ما داخل المخزن يكافح "بريت تاربر" ليبقى حيا وحسب القواعد المتبعة لمهنة مكافحة الحريق يجب أن يكون قد خرج الآن لابد أن أمرًا رهيبا قد حدث في الداخل ومهمة رئيس الفريق أن يعرف ما هو.
رئيس الفريق:
لا فائدة من لوم الناس عندما يحدث شيء كهذا لأن هذا يحول اهتمامك عن كيفية حل المشكلة.
المعلق:
حل المشكلة لن يكون سهلاً، تستعمل إدارة إطفاء "فينكس" بعض أحدث أساليب مكافحة الحريق المتقدمة.
رجال الإطفاء هؤلاء من أكفأ الناس في مهنتهم وأكثرهم خبرة، ففي عام 2002 خرجوا في أكثر من مائة وثلاثة وثلاثين ألف نداء منها سبعة عشر ألف نداء حريق.
يعيش قرابة مليون ونصف المليون نسمة هنا على مساحة 5200 كم2، تجعل الأحوال المناخية هنا مكافحة الحريق أكثر صعوبة.
تقع المدينة في قلب صحراء "أريزونا" حيث الأمطار نادرة ومعدل درجة الحرارة 30 مئوية فالطبيعة في "فينكس" صعبة لرجال الإطفاء.
في إدارة إطفاء معقدة كهذه فإن المأزق الذي وقع فيه "تاربر" أقنع الرئيس أنه ما زال هناك مجال للتحسن.
الرئيس:
الآن نواجه تحدي رفع مستوى النظام ليكون قادرًا على مواجهة ما حدث.
المعلق:
الدخان الأسود الكثير هو أخطر ما يواجه "تاربر" إنه يعيق إدراكه للاتجاه ويحجب رؤية أي مخرج محتمل وهذا هو الحال غالبًا.
عندما يصل رجال الإطفاء فإن أولى أولوياتهم هي البحث وإنقاذ أي شخص ما يزال في الداخل وهذا يعني الاندفاع إلى قلب الحريق إنها خبرة مخيفة، الحرارة شديدة والضجيج يصم الأذان والرؤية صفر.
في "فينكس" يستعملون تقنية التصوير الحراري للرؤية في الظلام، في الستينيات كان هذا من أهم الأسرار العسكرية واليوم فإنها أداة لا غنى عنها في مكافحة الحرائق.
أحد رجال الإطفاء:
إن جهاز التصوير الحراري مهم جدًّا لرجال الإطفاء كي يروا طريقهم من خلال الدخان، فقد كنا نفتقد الرؤية الواضحة ونبحث بالأيدي ونحن نزحف لتلمس الطريق.
المعلق:
كاميرا الأشعة تحت الحمراء هي أول قطع المعدات التي يخرجونها ويكون الدخان أشد ما يكون في مراحل الحريق الأولى فالغرفة المليئة بالدخان تحوي ملايين جزئيات الكربون الصغيرة وهي تحجز الضوء المرئي كالجدار تماما.
كاميرا التصوير الحراري ترى الحرارة وترينا الفرق بين حرارة جسم ما كالإنسان مثلاً والأشياء المحيطة.
وكما يظهر من هذه التجربة فإن الأشخاص والأشياء تبث مقادير مختلفة من الحرارة فكاميرا التصوير الحراري تكشف الحرارة وتحولها إلى إشارات إلكترونية كلما اشتدت حرارة الجسم كلما كانت الصورة أكثر بياضًا.
تشبه كاميرا التصوير الحراري زوجًا إضافيًّا من العيون، عيون أشعة سينية لرجال الإطفاء.
الكاميرا حساسة جدًّا بحيث تمكننا من كشف الحرارة المتبقية كآثار يد هذا الرجل على الجدار حتى بعد إنزالها.
كما تساعد الكاميرا رجال الإطفاء على كشف الأرضيات الضعيفة والمناطق الخطرة الأخرى في مبنى يحترق، التصوير الحراري ضرورة لا يستغني عنها رجال الإطفاء.
فهذا الجهاز الرائع يعد بصر رجال الإطفاء داخل الحريق.
ولكنهم يحتاجون أيضا سماع بعضهم في وسط الضجيج اللهب الشديد وهذا ليس سهلاً.
طلب "بريت تاربر" المساعدة بالكاد يسمع على أجهزة الراديو التي يستعملها هو وزملاؤه.