أكانت ْ تدري ؟!
( مهداة لولادة بنت المستكفى )
حسن حجازى
أكانت ْ تدري
أنى والشعرُ
وزمنى المائج ُ
فى بحورِ التسكع ِ
أني سأكتبُ عنها
أكانت تدري ؟!
أكانت تدري
والقَابلة ُ
ووِلادَة ُ مسخ ٍ اسود
يقتل ُ فى الرضيع ِ حلماً
كان َ سَيولَد
يحمل ُ معه ُ سيفاً للنصر ِ
أو للتذكار !
أكانت ْ تدري ؟!
أكانت تدري
أنى والقافية ُ
وولادَة ُ قصيدة ٍ
تستعصى الشدو َ
تستعصى النظم َ
فى زمن ٍ كئيب ِ الهيئة ِ
بلا مخاض ٍ
بلا ميلاد ٍ
بلا وجهة ٍ
بلا قافية ٍ
يلعنها النقاد !
أكانتْ تدري ؟!
أكانتْ تدري
ولاَدَة ُ بنتُ المستكفي
أنى هنا
أنتظر ُ معها
حلما ً قوميا ً عربيا ً
مع " ابن زيدون "
كانَ سيأتي
وسحرُ قرطبة ٍ
فى ثوب ٍ مخملى
يغازلُ بغداد
ويشتاقُ للوصول ِ لجامعة ِ الدول ِ
فى القاهرة ِ
ويسأل ُ عن حلم ٍ
عنترى ٍ
عربى ِ
تحملَه ُ غيمة ٌ حبلى
بنسيم ِ حلب !
أكانت تدري ؟!
أكانت ْ تدري
أن عاصمة َ الخلافة
أفترشها الجراد
فأمست كالقطة ِ
تأكل ُ اولادها
فى جدل ٍ أسود :
فيمَن أحق ُ بالخلافة ِ
يتمرغ ُ فى نعيم ِ واشنطن
لينعمَ بالرضا الغالي
ويطوفُ بالبابِ العالي
ثم يلعن ُ زمن َ الإنكسار!
أكانت تدري ؟!
أكانت تدري
وهى وادعة ٌ
تنتظرُ حلما ً
أحمدياً
زيدونياً
أنَ شاعرها
أنَ فارسها
قدم َ صكَ اعترافه ِ للنخاس
مع أول ِ لطمة ٍ
لا تُحسَب ُ فى دفترِ حقوق ِ الإنسان ِ الغربى
ومباح ٌ فيهِ قتلُ المسلم ِ
أى مسلم
بتهمة ِ إرهاب ٍ أجوف
مصنوع ٌ من أيديهم
فى معسكرات ِ النازى المزعومة !
أكانت تدري ؟!
أكانت تدري
والقدس ُ مشاع ٌ
يقفُ على أبوابها
شيوخ ٌ رُكَع
مُنِعوا الصلاة
فى مسرى الرسول
فصَلوا وجباههم خشوع
فصَلوا وكان وضوءَهم
على الخد ِ دموع
وجند ُ الباطل ِ فوقَ رؤوسهم
يرتلون َ مزاعمهم
عندَ حائطِ المبكى
شموع
يغنون َ للسلام
ويدهم على الزناد ِ
من دمنا تسيل
ونحنُ فى ترف ِ النعيم
فى زيف ِ الأحلام ِ
نغنى مع " فيروز " للقدس ِ سلام !
أكانت ْ تدري ؟!
أكانت تدري
أنه ُ قد ولى زمن ُ السيف ِ
وزمن ُ الرمح ِ
وزمن ُ القوس ِ
وأنَ الفروسية َ بلَلَها دمع ُ الكبرياء
فى انكسارِ الراية
فى عصرِ الخوف ,
تفضحها حرب ُ الفضائيات ِ
لننادى :
وامعتصماه
واقدساه
وابغداداه
وصواريخ ُ "سكود "
لا تكاد ُ تخدش ُ الحياء
وتدمع ُ عينَ " الرياض "
تحسبها " تل أبيب "!
أكانت ْ تدري ؟!
أكانت ْ تدري
وَلادَة ُ بنتُ المستكفي
وقد " أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا "
أننا لأجلها عشقنا "لوركا "
و "دون كيشوت "
و"غرناطة "
وحلبات ِ الثيران ِ الدامية
حبا ً فيها
وننتظر ُ معها حلماً عربيا ً
يجمعُ شتات أمة صابرة
على شطِ النيل ِ
ما كانت أبداً صاغرة
وقد " جاوزَ الظالمونَ المدى "ِ
ولكن " سيشرق ُ الفجر ُ على أمة ٍ
لغير ِ وجه ِ الله لم تسجد ِ " !
أكانت تدري ؟!
أظنها الآن َ تدري !
وأظننا الآن َ جميعاً
أصبحنا ندري !
تقول ُ آخرُ الأنباء ِ
أن الخليفة َ أصدر َ مرسوماً ملكيا ً
بأنهُ َ مَّن ضُبِط َ يحلُم ُ
حُلما ً وحدويا ً عربيا ً
مصيره ُ النفى الجبرى
لجزيرة جوانتانامو
ثم تلاه ُ مرسوما ً ملكيا ً آخر
بتخفيف ِ الحكم
بالنفي لصحراء ِ الربع ِ الخالى !!
يُنشرُ هذا المرسوم بالجريدة الرسمية
بعدَ التصديق عليهِ من البيت ِ الأبيض ْ!!