طالب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشباب بضرورة دراسة التاريخ
الإسلامي، وحفظ السيرة النبوية، عن ظهر قلب بدلاً من حفظ ما وصفه بكلام
الأغاني الفارغ.وقال شيخ الأزهر إن الكثير من الشباب لا يعرفون
السيرة النبوية، موضحا أن قتلى المسلمين في معظم الغزوات الإسلامية، التي
بلغت 28 غزوة لا يتعدي 1018 قتيلاً وعلينا مقارنة هذا الرقم بما حدث في
الحرب العالمية الأولي والثانية، ففي الحرب الأولي قتل ما يقرب من 6 ملايين
و400 ألف قتيل وفي الثانية قتل ما يقرب من 50 مليوناً وهذا يدل علي أن
النبي صلي الله عليه وسلم، لم يكن يوماً يدير الحرب لذاتها أو سفك الدماء.وأضاف،
خلال احتفال مصر بذكري فتح مكة الذي نظمته وزارة الأوقاف بملتقي الفكر
الإسلامي مساء الاثنين، أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج من المدينة لفتح
مكة بعشرة آلاف مقاتل، ولم يقل شيئاً لأصحابه عن وجهته لأنه كان يريد أن
يفاجئ قريش ويحقن دماء الطرفين وهذا يدل علي عظمته.من جانبه، قال
الدكتور حمدي زقزوق إن فتح مكة جاء بمثابة اكتمال الإسلام، وعندما دخل
"النبي" البلد الحرام احني رأسه علي راحلته و هذا درس من دروس عدم الاغترار
بالنفس ساعة الانتصار، إضافة إلي مبدأ العفو عند المقدرة عندما قال لأهل
مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء.قال د. علي جمعة إن علي الدارسين للتاريخ
الإسلامي فهم صلح الحديبية وأنه كان سبباً في فتح مكة وكان انتصاراً عظيماً
لقوله تعالي (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) وهذا درس يعلمنا كيفية وضع الخطط
المستقبلية وقيادات المفاوضات مع العدو وتغيير المعاهدات التي علمنا إياها
«النبي» مع اليهود عندما حاولوا عمل «كماشة» علي الصحابة في المدينة
المنورة، مشيراً إلي أن الفتح الأعظم كان بمثابة بدء انطلاق الدعوة
الإسلامية إلي العالمية.