وحدي مع الأيام
أمشي ولا أدري إلى أين المسير
كل الذي أدريه أني لا أطير
وحدي مع الأيام
لا خل يشاركني الهموم و لا سمير
ما عدت أدري مالحياة
فزهرتي ذبلت كأني في الخريف
حتى إذا ما الليل أطبق
و النجوم تجمعت حول القمر
و الناس ناموا
واختفى صوت البشر
فأظل وحدي مطرقا
أشكو لنفسي ما بقلبي من كدر
و أسائل القمر البعيد
بالله يا قمري ألست حزينا؟
أولم تصلك تنهدات فتا
في فسحة الدنيا يعيش سجينا !
فيرد بالصمت الطويل
مخلفا شجوي
فهو القمر
لا زال يعلو ساطعا وسط السماء
هو من تغازله النجوم
و انا تداهمني الهموم
كريح عاد أو ثمود
لا تبق في ولا تذر
حتى القلم
في أغلب الأحيان منكسرا
يخون قريحتي
جف القلم
واصفرت الأوراق
واسودت طريقي
لا أرى شيئا سوى حقد البشر
في لحظة لم أدر كيف و أين صادفني الأمل
فصرخت في وجه الحياة مدويا
رغم االألم
رغم التقهقر و المحن
لا زلت أعرف كيف يكتب بالقلم
لا زلت أتقن فن ترجمة الشعور
وفن تجسيد الألم
وغدوت أعرف كيف تعترك الحياة
وكيف تجتاز الظلم
وعرفت أن الكون كون الأقوياء
فأنا أقاتل بالأمل
وذهبت أبحث في صميم مشاعري
عن خيط حب عن بصيص من هوى
أقتات منه مع الأمل
فوجدت ذاك الحب طفلا ضائعا
قومته أرشدته
قد صرت بالإحساس أحيا
مؤمنا بالحب مغمور بدنيا العاشقين
متجرعا أصفى الكؤوس
وناهلا من نبعه الرقراق إحساسي الدفين