وداع الأحبــة ! >>>>> شــعر/ حســن حجــازي
(وما الحياة سوى نوم تراودهُ .......
.......أحلام من بمرادِ النفسِ يأتمرُ)
"جبران خليل جبران "
*******
كثيراً ما يأخذُ الموتُ منا
أخيارنا ,
فكُن من الأخيار,
من الأبرار ,
من الأطهار,
حتى لا يدرككَ الموت !
***
كثيراُ ما نذهب بالأحبة
الى القبور
كلً ذهابٍ نتركُ
بعضاً من أرواحنا !
هناك لا ندرى
مَنْ يودع مَن ؟
مَن يترك مَن ؟ !
***
على قدر المحبة
على قدر الحزنْ ,
بقدر ما نترك هناك
بقدر ما كنا قد وجدنا
في رحابهم من حبٍ
و عطف ,
في الغالب نذهبُ للمقابر
لنودعَ الأحبة
ولا نتركُ عندهم شيئاً
تعششُ فينا الدنيا
فنترك مَن نُحب
يقاسي الوحدة
يقاسي البرد
تأخذنا الدنيا
ويجرفنا النسيان.
***
عندما يسرقنا النوم
وتوقظنا الكوابيس
فنصحو على كابوسٍ أسود
بصورهِ الكئيبة القاتمة
بلونِ الليلْ
فاعلم أنكَ قد ضللتَ الطريق
وأنَ روحكَ الطيبة
قد ضلت طريقها
وسافرت نحو الجحيم
فعادت مسرعة ً للجسد
توقظهُ فجأة
لتحتمي به من جديد !
****
عندما تُنَقى الأرواحْ
وتُسمو الضمائر
ويجري داخلنا النور
فلا مكانَ للشيطان
ليجري في العروقِ
مجرى الدمْ
عندها نكونُ قد اقتربنا أكثر
من جنتنا الموعودة
على الأرض !
***
تموتُ أجسادنا
عندما تجدُ أرواحنا
ضالتها في الخلد
أو تجدُ جسداً جديدا
أكثر نقاءً
أكثر طهراً
تسكنُ فيه
تتوحدُ معه
لتبدأ رحلتها الأبدية من جديد
في تشكيل جنتها الموعودة
على الأرض!
****
عندما تتجهُ أرواحنا
في سفرها الليلي
تجاه أودية الحب
نجدُ الفراشاتِ أبهى
نجدُ الوردَ أنضر
نجدُ الوفاء أكثر
وعلى قدر الوفاء
على قدر العطف
نحملُ معنا
الكثيرَ من الود
الكثيرَ من الصدق
الكثيرَ من الصبر
فنصبحُ أنقى
نصبحُ أجمل
نصبحُ أطهر
نصبحُ أنضر
نصبحُ أكثر حباً
لأحبتنا في الأرض
ونصيرُ أكثرَ قرباً
من الله !
****
عندما يلتقي الجسدان
في حب
فتَهِبُ الروحُ للروحِ
أجملَ ما فيها
تصبحُ أنقى
أعذب
أطهر
فتنبتُ زهرة
تضحكُ باسمة
ناعمة متبتلة
قلما يحدث هذا على الأرض ,
عندما يلتقى جسدان
في حب
تتآلفُ روحان
في حب !
***
العيونُ النقية
للأرواح النقية
والعيونُ السوداء
للقلوبِ العمياء !
***
يُولْدُ الأطفالُ
كصفحاتٍ بيضاء
يعلوها النقاء
في العادة
نعكرها بأفكارنا
بسمومنا
نغتالُ فطرتها
لأننا نرسمُ لها
ننقشُ عليها
أحلامنا نحنُ
على الأرض !
****
الأفكارُ العظيمة
للعقولِ العظيمة
والأحداثُ الجارية
للعقولِ المتوسطة
أما العقولُ الصغيرة
فلها أحاديث النميمة
الأفكار المُعلبة والخرافات !
****
عندما تصافحنا الأمهاتُ
بالأوجهِ الصباحية
التي غالبت نومَ الشتاء
وقَهَرَته
وهُنَ في الطريقِ
لقاعاتِ الدرسْ
برفقةِ الملائكةِ الصغار
ببسمةٍ على الثغر
ورِقةٍ كالبدر
ونعومةٍ كالطُهر
هم لا يتجهوُن نحو المدرسة
هم يلبون النداء
لبناءِ الجنة
على الأرض !
***
عندما نغرقُ
في دنيا النوم
تذهبُ الأرواحُ
في سفرها الليلي
تنعَمُ بالأبدية
تغرقُ في الجمالْ
تنهلُ من سحرِ الكمال
حتى إذا عادت للأرض
ودخلت في سجنِ الجسد
ظلت أرواحنا
تركضُ نحو الأحلام
تهفو نحو الخلد
تبتغي النور
حتى يدركنا من جديدٍ
النوم
فنسعدُ باللقاء
ونسبحُ في أوديةِ الجمال
تمتلأ الأفئدة
من ينابيعِ السحر
فنسعى لبناءِ جنتنا
في الأرض
لذا كانَ الوحي
وكانَ العقل
وكانَ الحب
لتكونَ الأرضُ
والجنة سواء
عندها سنبقى في يقظة
على طول المدى
ولا نسمحُ أن يأخذنا النوم
ولا أن يدركنا النسيان
ونسترجعُ ما تركناه
من أرواحنا هناك
في الفردوس المفقود
عندما نشيعُ مَن نحب
في رحلاتِنا المتكررة
المتلاحقة نحو المقابر
نحو الموتْ
عندها تبقى الأرضُ
والسماءُ سواء
عندها سترفلُ الأرض
في بساتينِ الخلدْ
ويباهي اللهُ بنا ملائكته
في السماء :
" هذا هو الإنسان
عندما كرمتهُ بالعقل
عندما منحتهُ
نعمة َ الاختيار
فاختار حبي
واختار وصلي
فأهلاً بهِ
في نعيمي
واهلا بهِ
في جنتي ". !
***
عندها سيكونُ الأمرُ
سيانْ
وتكون الجنةُ في السماء
كما هي على الأرض
وننعمُ بالسلامِ
في ملكوتِ الرب
في ملكوتِ الله !!
♥
ان شاء الله تعجبكم كما عجبتنى