غزة ... من جديد !
حسن حجازي
ومرَ عامٌ آخر جديدْ ,
وغزة تطلبُ الرحمةَ
من جديدْ ,
ضاعَ الصوتُ سدىً
وتناثرَ الوقتُ مدىً
في : مجادلات ... مشاحنات
مفاوضات ... مساومات
"وأبونا السقا ماتْ !"
يساومنا علي ماءِ النيل
بعدما ابتلعَ الفرات
ليُكمل على الفريسة اللاهية
في ثبات
والأخوة على مفارقِِ الطرقْ
سعداء
كلٌ عن أخيهِ بعيدْ
منعماً بالشقاءْ ,
كل خطوة بعيدة ٌ
عن دربنا .... عن بعضنا
في شقاقْ .... في نفاقْ ...
تجعلُ عدونا
يضحكُ من حمقنا
يشربُ من دمائنا
يتندرُ من ضعفنا
يسعدُ بجهلنا
ويقول : هل من مزيد ؟!
***
كلُ يومٍٍ ٍ تتناقصُ الأرضُ
من حولنا
وتنأى القدسُ عن دربنا
ويضيقُ المدى عن آمالنا
تتوارى الأحلامُ
وتمضي الأيام
ما دمنا ننأى عن بعضنا
ويدنا تصافحُ عدونا بالكلامْ
بالسلام ... بالوئام
ولتبقى غزة أسيرة
ولتبقى القدسُ
دامعة العينينِ , رهينة ,
ترزحُ في سهدٍ
تحتَ فلولِِِ الظلام
فالأقصى لن يجففَ دمعهُ
معسولَ الكلام ,
يا أخي
إن لم يصحُ العزمُ منا
فقلْ ورددْ معي :
على الدنيا السلامْ !
على الدنيا السلامْ !